دور تفاعل الجمهور في تشكيل المحتوى الإعلامي الرقمي:
في السابق، كان الإعلام موجهاً من الأعلى إلى الأسفل؛ حيث تنتج المؤسسات الإعلامية المحتوى، والجمهور يستهلكه دون تأثير مباشر. أما اليوم، فقد تغير المشهد كلياً بفضل الإعلام الرقمي، حيث أصبح تفاعل الجمهور أحد العوامل الأساسية التي تُشكّل طبيعة المحتوى واتجاهاته.
1. التحول من الجمهور المتلقي إلى الجمهور المؤثر
مع ظهور المنصات التفاعلية (مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب، تيك توك)، أصبح الجمهور شريكاً في صناعة المحتوى من خلال:
- التعليقات والردود: التي تتيح للصحفيين وصناع المحتوى معرفة ردود فعل الجمهور.
- الإعجابات والمشاركات: التي تعكس مدى انتشار وتأثير المحتوى.
- الاقتراحات المباشرة: حيث يشارك الجمهور بأفكار لمواضيع جديدة أو يعدل في طريقة عرضها.
2. كيف يؤثر تفاعل الجمهور على صياغة المحتوى؟
أ) اختيار المواضيع
المحررون يراقبون ما يتفاعل معه الجمهور ليختاروا مواضيعهم بناءً على:
- أكثر القضايا تداولاً على وسائل التواصل.
- ما يجذب المشاهدات أو التعليقات أو المشاركات.
ب) تعديل الأسلوب والنبرة
الجمهور يفضل أنماطاً معينة من الطرح مثل:
- البساطة والوضوح.
- أسلوب القصة (Storytelling).
- العناوين الجذابة والصور المؤثرة.
ج) تحديث المحتوى وتعديله
إذا لاحظ الصحفيون ردود فعل سلبية أو تصحيحات من الجمهور، فإنهم:
- يضيفون توضيحات.
- يغيرون عناوين أو محتوى الفقرات.
- يصدرون تحديثات على المقالات أو الفيديوهات.
٣-منصات التواصل كمصدر مباشر لصياغة المحتوى
العديد من القصص الإعلامية تبدأ من:
- تغريدة شهيرة.
- فيديو متداول.
- منشور فيسبوك حاز تفاعلاً كبيراً.
هذا أدى إلى ما يُعرف بـ “صحافة الترند”، التي تتبع ما يتفاعل معه الناس لتغطيته إعلامياً
٤-التأثيرات الإيجابية والسلبية
الإيجابيات:
- تعزيز العلاقة بين الإعلام والجمهور.
- إنتاج محتوى أقرب لاهتمامات الناس.
- تقوية الحس الرقابي للمجتمع.
السلبيات:
- خطر السطحية بسبب ملاحقة “الترند”.
- إهمال القضايا المهمة غير الجاذبة تفاعلياً.
- سيطرة الرأي الشعبي على المهنية أحياناً.
تعليقات
إرسال تعليق