“تأثير الجمهور في تصحيح الأخبار ومكافحة المعلومات المضللة”:

 في عصر الإعلام الرقمي، لم يعد الجمهور مجرد متلقٍ للمحتوى، بل أصبح فاعلاً وشريكاً في إنتاجه وتقييمه. من أبرز تجليات هذا التفاعل دور الجمهور في رصد وتصحيح الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، وهو تطور مهم ساهم في تعزيز الوعي الإعلامي والمساءلة المجتمعية.



1. تطور دور الجمهور في الإعلام الرقمي


مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على الجمهور التعبير عن آرائهم وملاحظاتهم على المحتوى الإعلامي. لم يعد تصحيح الخطأ الإعلامي حكراً على المؤسسات أو الصحفيين، بل أصبح الجمهور يلعب دور “الصحفي المواطن” من خلال:

كشف التناقضات في الأخبار.

نشر الأدلة المضادة.

مشاركة مصادر موثوقة للتصحيح.



2. آليات تفاعل الجمهور مع الأخبار المضللة


الجمهور يستخدم عدة وسائل للمساهمة في مكافحة الأخبار الكاذبة، منها:

التعليقات والتنبيهات المباشرة على منصات التواصل والمواقع الإخبارية.

المشاركة في مبادرات التحقق من الأخبار مثل “فتِّش”، و”مسبار”، و”مشكّك”.

النشر المضاد، حيث يقوم الأفراد بنشر المعلومات الصحيحة وتفنيد الخاطئة.

الإبلاغ عن المحتوى عبر خاصية التبليغ في تويتر، فيسبوك، ويوتيوب.



3. أمثلة واقعية

في أثناء جائحة كورونا، لعب الجمهور دوراً محورياً في الإبلاغ عن الأخبار الزائفة حول اللقاحات والعلاجات.

في الحروب أو الكوارث الطبيعية، كثيراً ما يتم تصحيح صور ومقاطع فيديو قديمة يُعاد تداولها على أنها حديثة، بفضل تدخل الجمهور.



4. تأثير الجمهور على المؤسسات الإعلامية

أصبح الإعلاميون أكثر حذراً في النشر بسبب الوعي المتزايد لدى الجمهور.

بعض المؤسسات الإعلامية أنشأت وحدات للتحقق من الأخبار استجابة لتفاعل الجمهور (مثل BBC Verify).

ظهور “الشفافية التفاعلية”، حيث تعترف بعض المنصات بأخطائها بفضل ضغط الجمهور وتقوم بتحديث الأخبار.



5. تحديات وسلبيات محتملة


رغم الدور الإيجابي للجمهور، إلا أن هناك تحديات:

بعض التصحيحات قد تكون بدوافع سياسية أو أيديولوجية.

التسرع في تصحيح الخبر قد يؤدي إلى تضليل جديد.

صعوبة التحقق من مصداقية كل مُصحّح.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف يؤثر الجمهور على وسائل الإعلام؟

من مزايا تأثير الجمهور على الإعلام

دور تفاعل الجمهور في تشكيل المحتوى الإعلامي الرقمي: